عينيكي وطني بقلم امل نصر كاملة

عينيكي وطني بقلم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


الاثنان في الأمام التحية مبتسمين وكأنهم على علم 
هو عصام كمان جاي معانا
سألت بحسن نية لتفاجأ بنظراتهم الغريبة لبعضهم فتابعت بريبة
هو في ايه بالظبط 
بصراحة بقى احنا قاصدين نعملك كمين 
قال علاء وتابعت خلفه فجر بأستعطاف
بصراحة انا معرفتش نيتهم غير في اخر لحظة  وماقدرتش اعترض 

تعترضي على ايه وليه يعني الخطط دي
عشان انا من ساعة مافاتحتك وانت مردتيش عليا ولا ربحتيني بإجابة على سؤالي 
قال عصام فرددت بمرواغة
ارد على ايه بس وجوزي مېت من ست شهر 
طب وايه يعني ماانتي لسة صغيرة 
قال علاء وتابعت فجر
ثم ان الحي ابقى من المېت 
يافاتن وافقي بقى خلينا نربي العيال مع بعض 
انت بتبسط الامور اوي ياعصام وانا بصراحة خاېفة 
رد عليها علاء 
خاېفة من ايه بس يافاتن عصام ابن ناس وهايعرف يقدرك ولو محصلش انا جمبك موجود افتحلك دماغه تاني عادي يعني
ضحكت على مزحته معهم وظهر بعينها التردد فاستغل عصام ليزيد الضغط برجاء
وبعدين بقى يابنت الناس ريحي قلبي  اهو قالك هايفتحلك دماغي لو بس مقدرتيش عايزة ايه تاني 
اكملت فجر 
وافقي بقى يافاتن خليني افرح بيكي زي مافرحت بسحر 
صمتت لحظات تنظر اليهم بتفكير وهم ينتظرون قرارها على أحر من الجمر ثم هزت برأسها موافقة جعلتهم يهللون بفرح وارتياح 
خلاص بقى يبقى نكتب الكتاب عشان ماترجعيش في كلامك 
بمجرد فتح فمها لتعترض
وغلاوة عبد الرحمن ياشيخة ماتعترضي  امشي بينا يابني بسرعة والنبي 
قال الاخيرة مخاطبا علاء الذي ادار محرك السيارة فورا ملبيا طلبه  فهتفت فجر
هو ايه ده انا عايزة اروح فرح صاحبتي 
يابنتي هاوديكي حاضر  بس خلينا نجبر بخاطر الغلبان ده الاول ومش هاأخرك 
ردد خلفه عصام وهو ينظر بمسكنة نحو فاتن التي لم تكبت ابتسامتها
اه والنعمة غلبان  وامي مېتة كمان ونفسي في حنان  شغل يابني الاغاني الله يرضى عنك  ولا اقولك اغني انا وانتوا غنوا ورايا  انهاردة فرحي ياجدعان  عايز كله يبقى تمام 
___ 
في القفص الحديدي تمسك يداه بقضبانه الصلبة  يتنظر الحكم من رجل اشيب الراس ومتجعد الملامح ولكنه يملك السلطة ليقرر عنه مصيره  يتفوه ببعض المواعظ ويردف بحثييات ليس لها ادنى اهمية لديه فالعقاپ قد صدر سابقا وليس الان  من وقت ان قتل بيده شقيقته في لحظة أغشي عنه بصره وبصيرته  فخسر شقيقته الوحيدة كما خسر قبلها المال وسمعته والأصدقاء  ثم تكتمل الدائرة بخسارة والدته أيضا  والدته التي لم يقدرها ويعلم بقيمتها سوى الان في شدته الكبرى هذه  وهي حاضرة اليوم بصف الخصم تنتظر القصاص العادل لابنتها من شقيقها  بعد أن هجمت عليه وكانت تريد قټله بنفسها ولكن لما يأست أتت اليه تخبره انها مع فقد ابنتها لم يعد لديها اولاد  ولكنها تنتظر عقاپ الله في من حرمها وحرم حفيدتها الصغيرة منها  لايوجد فرد واحد في القاعة الكبيرة ليهون عليه أو يعطيه بعض الدعم سوى المحامي الذي يحادثه مجاملة من أجل أجره  أخيرا نطق القاضي بحكمه لتنقلب القاعة بالهرج والأصوات المكبرة وصوت والدته وهي تزغرط بالدموع الباكية أمامه وبقلب موجوع جعل الجميع من أهل منطقته وأناس لا يعلمهم يلتفون حولها  ليهونوا عليها مصابها وهي تحضن الصغيرة ابنة الراحلة  تردف بدموع النصر لقرب الٹأر لحق ابنتها من ابنها العاق والظالم  فيتلقى نحوه نظرات الحقد والكره من أناس يعلمهم وأناس لا يعلمهم وهو يبادلهم بتبلد وعدم مبالاة كالعادة  وفي خضم هذا البلبة الصادرة امامه انتقلت عيناه فجأة اخر القاعة وفي ركن منفرد راها أمامه ترتدي ملابس فاخرة وتغطى نصف وجهها بنظارة سوداء  وكأن صاعقة ضړبته تمتم أسمها مذهولا پصدمة 
فاتن  فاتن  فاتن 
كان يعلو صوته بوتيرة متصاعدة وهو يتحرك في القفص كالمچنون يريد الذهاب اليها والتأكد بنفسه مما
يراه حتى اثار استياء الحراس الذين كتفوا حركته وسحبوه بالقوة للمغادرة وهو يهذي كالمچنون بإسمها  يقاوم ويترجاهم بدموع باكية لتركه 
سيبوني اروح لها  سيبوني اشوفها  ابوس إيديكم سيبوني اتأكد دي حقيقة ولا خيال  سيبوني  سيبونيييييي 
في وقت لاحق من اليوم عاد من عمله بالمشفى  خطا الى حديقة المنزل الفسيح في المنطقة الراقية بخطوات مسرعة توقفت امام زوج الأطفال وهو يمرحون بألعابهم وخلفهم المربية المكلفة برعايتهم 
حبايب قلبي 
قال وهو يقترب منهم فيرفع كل واحد منهم على حدة ليقبلهم ثم اللتفت للمرأة الأربعينية
عاملين معاكي إيه سنية
اجابته المرأة بابتسامة 
حلوين ياباشا وربنا يخليهم بس البت العفريتة دي عدت الولد بعد ماكان مؤدب وامور  هو كمان بقى عفريت زيها 
دوت ضحة كبيرة وسعيدة منه قبل ان يرد
حبيبة ابوها جينات التأثير
في البشر ورثاها عنى  المهم عينك عنهم ماتغفلش تمام 
هو انت هاتوصيني عليهم دول في عنيا يادكتور 
تسلملي عينكي 
اردف بها وهو يقبلهم مرة اخيرة قبل ان يدلف لداخل المنزل  وقعت عيناها عليها في قلب الصالة الفسيحة وهي بجوار النافذة الزجاجية التي شملت الحائط بأكمله  ممسكة بيدها طرف الستارة التي غطت معظمها وكشفت عن جزء بسيط تنظر منه لخلف المنزل حيث حوض السباحة الكبير بشرود خطا اليها على أطراف
 

تم نسخ الرابط